اسرار المليونير ـ كيف تفكر مثل الأغنياء ؟

اسرار المليونير ـ  كيف تفكر مثل الأغنياء؟

كيف تفكر مثل الأغنياء؟

لا أحد يحب الفقر أو يحتفظ بشئ من ود له، الجميع يكرهونه ويكنون له عداوة شديدة، وفي المقابل يحتفظون بعلاقة ودودة مع الغنى والمال، إلا أن المشاعر والحب والكراهية هنا في غير موضعها إن لم يتبعها شئ من عمل.

الموقف من الفقر عبّر عنه لقمان الحكيم ببلاغة شديدة: “حملت الجندل والحديد وكل شيء ثقيل فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء، وذقت المرار فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر”، وكذلك جيفارا “إن من قال إن الفقر ليس عيباً كان يريد أن يكملها ويقول: بل جريمة، ولكن الأغنياء قاطعوه بالتصفيق الحار”.

توجد اختلافات جوهرية بين الأغنياء وغيرهم؛ أساس هذه الاختلافات قد لا يرتبط بالمال، ولكن في طريقة التفكير، كما يقول ستيف سيبولد، الذي قضى ما يقرب من ثلاثة عقود في إجراء مقابلات مع أصحاب الملايين في جميع أنحاء العالم لمعرفة الفرق بين الأغنياء وبين غيرهم، ولخصها في كتابه الشهير “كيف يفكر الأغنياء”.

الغني يفكر بالمنطق والواقع تجاه المال ولا يتردد أبدا في أخذ زمام المبادرة لتحقيق حلمه في كسب المال وتحقيق الثراء، والشخص العادي يفكر بعاطفته فقط، ويحكمه التردد.

الأغنياء يفكرون في المستقبل ويقبلون بالتحديات ويخططون للتغلب على هذه التحديات، أما العاديون فإنهم يتقبلون أوضاعهم بشئ من الرضا و”قلة الحيلة” يرون أن ما هم فيه مجرد “نصيب”، وأن أفضل أيامهم من ماضيهم، ولا علاقة لها بمستقبلهم.

الغني يرى أن الفقر سبب كل المشاكل ولهذا يقاتل بكل قوته وكأنه في حلبة صراع ومنازلة، الموضوع مسألة شخصية “حياة أو موت”، أما الشخص العادي فيرى أن الثروة هي أساس كل المشاكل وذلك بالرغم من عدم امتلاكه المال.

يفكر الغني بأنانية، ويعتبرها صفقة إيجابية، فهو يهتم بنفسه ورفاهيته وسعادته الشخصية، باعتبار كل ذلك أول خطوة في طريق مساعدة الآخرين، أما الشخص العادي يرى كل هذا منقصة ينأى بنفسه عنها.

الأغنياء ينفقون أقل مما يكسبون، والعاديون نفقاتهم كثيرة وتتخطى مداخيلهم، ولهذا هم أكثر من يقع فريسة في براثن الفقر عبر القروض والديون. كما ينساق الأغنياء وراء شغفهم وعاطفتهم، ولا يبالون وهم في الطريق لتحقيق أحلامهم، أما العاديون فيفكرون بالمنطق والشهادات كوسيلة لكسب المال.

لا يتردد الأغنياء في الاستفادة من أموال الغير في مشاريعهم، فيما يعتقد العاديون أنه يجب توفير المال أولا. ويرى الأغنياء أن السعادة والمال يأتيان معا، ودفعة واحدة، فيما العاديون يظنون أنه يمكن تحقيق أمر واحد منهما فقط.

يرى ستيف سيبولد أن الغني يعتقد أن المال يحافظ على الصحة، فيما العادي يرى أنه لا علاقة بين الاثنين.

الإحساس بقوة النفس أمر مهم عند الغني، الذي يرى أنه يجب أن يكون مهما ليبني ثروة عبر التجارب سواء ناجحة أو فاشلة، وزيادة الخبرة تمده وتغنيه، أما العادي فإنه يحكم على نفسه من النتائج الأولية فقط، ويستسلم مبكرا وفي البداية مع أول “مطب”، والأغنياء لا يخافون من التحديات ويدخلون مشاريع يشوبها الغموض، ويقبل العاديون مشاريع صغيرة خوفا من الفشل.

المغامرة وتحقيق الأرباح وصولا للأمان، أحد أهم محاور تفكير الغني، الذي يركز على هدفه الأكبر عبر استثمار ما لديه من أرباح، فيما يفكر العادي في الادخار فقط خوفا من الخسارة.

يصاحب الأغنياء أمثالهم في التفكير، ويربون أبناءهم على كيفية بناء الثروة، أما العاديون فيعلمونهم كيف يعيشون. والأغنياء يتبعون شغفهم وقناعاتهم، أما العاديون فيكسبون المال من أعمال لا يحبونها.

معالجة طريقة التفكير هي أولى مداخل الغِنى، فالقيود الذهنية والأفكار السلبية أهم معوقات تحقيق النجاح ومنها صناعة الثروة.

ربما تبحر ستيف سيبولد في شروحات عميقة في طريقة تفكير الأغنياء والأشخاص العاديون، إلا أن الرغبة في الغنى إيمان بالنفس وقدراتها، وقرار يتبعه التزام حاسم وسعي دؤوب وعمل لا ينقطع ورغبة في النجاح تتخطى العثرات والفشل وإن تكرر، إن كراهية الفقر مع العمل هي أكبر دافع لتحقيق الغنى.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *